تخاريف صيام

تخاريف الصيام

تخاريف صيام

ماذا تفعل اذا نظرت الى المرايا فوجدت حمار ؟ الاحتمال الأول : ستناصب المرايا العداء وسيتملكك الغضب الشديد وقد يصل الأمر الى تحطيم المرايا ، ولكن هل هذا السلوك حسن من صورتك ام انك لا زلت كما قالت المرايا .
الاحتمال الثانى : ستفكر ستتحقق وقد تكتشف ان الذى امامك ليست مرايا وانما لوحة تعبيرية وانك اعتقدت انها مرايا فالخطأ كان فى الاصل الذى بنى عليه النتيجة وبالتالى لا توجد مشكلة .
الاحتمال الثالث : الاستسلام بالنتيجة دون التحقق ودون غضب فهذا امر خارج عن الارادة ولايمكن مواجهته لأنه من قوى لا تستطيع مواجهتها هكذا يعتقد !!
اذن فالغضب لا يصل بنا الى حقيقة ، والاستسلام لم نعتقد انه واقع لا يصل بنا ايضا الى حقيقة ، فيجب التحقق بالبحث والتقصى ومراجعة ادراكاتنا حتى نصل الى حقيقة او الى حقائق لا يمكن الشك بها ونسلم بصحتها لأنها الاساس الذى سيبنى عليها نتائج ونظريات .
فالفلاسفة رغم اختلافهم فى وجهات النظر إلا ان كل منهم دعم وجهة نظره بالأدلة الكافية ، فلا يوجد صحة لوجهة النظر على الاطلاق ( اى انها ليست مطلقة ) فالطبيعيون الأوائل عندما وضعوا نظرياتهم فى اصل الوجود اختلفوا ما بين العناصر الاربعة فكل منهم قال بعنصر مثل الماء او الهواء او التراب او النار وهناك من قال بالعناصر الأربعة مجتمعة .
فكل منهم لم يكتفى بما يراه فى المرايا وانما قام بالبحث والتحقق ووضع ادلته من وجهة نظره ، اما سقراط فقد انزل الفلسفة من السماء الى الارض ( المقصود انه حول الفلسفة من البحث فى الطبيعة الى البحث فى النفس الانسانية ) وقال عبارته الشهيرة اعرف نفسك بنفسك ، ثم ارسطو ثم المدارس الفلسفية مثل الابيقورية وغيرها ، ثم جاء العصر الحديث والمدارس التجريبية ولم يستسلم الفيلسوف المفكر لم يراه فى المرايا وانما كان البحث عن الحقيقة هى احد الوظائف الرئيسية للفلسفة .
نحن نصنع ما نراه ، ونرى ما نريده ، ولا نرى بأعيننا وانما نرى بعقولنا فالعين قد تخطأ فهى ترى الطائرة فى السماء فى حجم مختلف عن الحقيقة ( فنضع نظرية لذلك لحل المشكلة ) ونرى الملعقة مكسورة فى الماء ، فكيف نثق فيما قد خدعنا ولو لمرة واحدة ، لذلك نلجأ الى العقل دائما فالعقل هو الذى يدرك الأشياء ، فالشئ قد يكون امامك ولاتراه ، لأن عملية الادراك لم تتم بعد .
فإذا كانت هناك آلة أعلى وأرقى من العقل للادراك فستكون الملجأ لنا ولكل مفكر .
Reactions

إرسال تعليق

0 تعليقات