التكامل بين الاستدلال الاستقرائى والاستدلال الاستنباطى

 



الموضوع الثالث          التكامل  بين المنهج الاستنباطي والمنهج الاستقرائي  

*مفهوم العلم بين النظرة التقليدية والنظرة المعاصرة :-

- العلم كسائر الانشظه البشرية هوبمثابة استجابة لحاجة البشر الي فهم العالم غير ان أسلوبه في القيام بذلك بختلف عن الأنشطة الفكرية الأخرى .

- يزعم العلم توفير تفسيرات موضوعية وذلك لان العلماء لديهم معايير موضوعية للحكم علي جودة الشواهد والأبحاث التي يتم اجراؤها .

- العلم يحوز قيمة كبري بوصفه تجليا للموهبة البشرية في اعلي وارقي مستوياتها .

 * ويمكن ان نوضح العلم بين النظرة التقليدية والنظرة المعاصرة علي النحو التالي :-

*خصائص العلم في ضوء المنهج العلمي يالمعاصر:-

  يتمتع العلم بمجوعه من الخصائص أهمها :-

1- الموضوعية :-

  التي تعني ان العلم محايدا لايتاثر باحكام القيمة ولا برغبات الافراد واهوائهم .

2- إمكانية اختيار وإعادة اختبار النتائج :-

 يساعدنا هذا الشرط في استبعاد الخبرات الذاتية غير المبررة التي لاتخضع للاختبارات الموضوعية المقننة .

3- صدق قضايا العلم :-

  اذ لاتكفي ان تكون قضايا العلم قابلة للتفنيد من حيث المبدأ بل لابد ان تكون تلك القضايا صادقة فالعلوم الزائفة مثل التنجيم يمكن ان تقدم لنا فروض جسورة تقبل التفنيد لكن الكثير من نتائجها كاذبة

4- الترابط والاتساق المنطقي :-

 معظم قضايا اللاعلم تفتقد الاتساق والترابط المنطقي وبعضها متناقض .

5- حقائق العلم قابلة للتعديل والتغيير :-

 اذا ان النتائج يتوصل اليها غير نهائية وتقبل النقاش والتقصي والتعليل .

6- يتميز بالتجريد والتعميم :-

 ليس المقصود بمعجالة قضية او حل مشكلة ان الامر يتعلق بتلك المشكلة فقط وانما بكل المشكلات المماثلة في المستقبل .

7- قابلية قضايا العلم للقياس :-

  ويتم ذلك عبر الاستعانة بلغة المنطق الرمزي ولغة الرياضيات التي تتصف بالدقة والتجريد غير ان العلوم تتباين في قدرتها علي استخدام الرياضيات كاداة للقياس مثل العلوم  الطبيعية التي تأتي في مقدمة العلوم التي تتميز باستخدام لغة الأرقام وذلك لان العلوم الطبيعية تمتلك مجموعه من العلاقات الثابته التي يمكن التعبير عنها بالأرقام وقياسها بدقة متناهية مثل سرعه الضوء وثابت الجاذيبية  لكن العلوم الاجتماعية مازالت تسعي لتحقيق هذه الخاصية .

8- التنبؤ والمخاطرة بتكذيب النظريات :-

  فالتنبؤ في العلم عبارة عن قضية يتم تحديدها بدقة غالبا في صورة كمية تتنبأ بما سيحدث في ظل توافر شروط محددة فالتفاحة التي تسقط من الشجرة مثلا تنجذب الي مركزالارض ومن ابرز الأمثلة علي قدرة العلم علي التنبؤ تكمن في ان العلماء يستطعون التنبؤ بدقة كبيرة خسوف القمر وكسوف الشمس لسنوات طويلة قادمة بينما كانت التفسرات الأسطورية القديمة تعتبر تلك الظواهر دليلا علي غصب الالهة .

مثال ؛- نجح العلماء في التنبؤ باالموجات الصغيره التي تحدث عنها اينشتين منذ حوالي قرن من الزمان حيث ذكر في نظريته انه اذذا اصطدم جسمان من الثقوب السوداء فسيترتب علي اصطدامهما موجات جذب هائلة لكنه اعتقد ان التحقق من هذا الامر شبه مستحيل غير ان العلماء تمكنوا من ذلك باستخدام تجربة جديدة .

*الفروض في المنهج العلمي المعاصر  :-

 - العلم عملية دينامية مفعمة بالحيوية فالملاحظات والتجارب تقودنا الي تخمين الفروض والفروض تقود الي صياغة النظريات والنظريات الي نظريات جديدة والفروض يتم اختبارها بمقارنة تنبؤاتها مع ملاحظات جديدة .

- تتمثل وظيفة الفرض في المنهج العلمي المعاصر :-

ا- القدرة علي تفسير ظواهر طبيعية التي نلاحظها .

ب- وظيفتها المنهجية الشاملة في تقديم تنبؤات عن ظواهر لم نلاحظها بعد.

ج- الفرض العلمي ليس مجرد تفسير مؤقت للظواهر فقط وانمتا في اعتماده علي الخيال فهو يعبر                                                                                                                  عن التجلي الحقيقي للعبقرية العلمية .




ثالثا : الفروض فى المنهج العلمى المعاصر
العلم عملية دينامية مفعمة بالحيوية ، فالملاحظات والتجارب قودنا الى تخمين الفروض ، والفروض تقود إلى صياغة النظريات ، والنظريات إلى نظريات جديدة . والفروض يتم اختبارها بمقارنة تنبؤاتها مع ملاحظات جديدة .
وتتمثل وظيفة الفرض فى المنهج العلمى المعاصر :
فى القدرة على تفسير ظواهر الطبيعة التى نلاحظها ، فضلا عن وظيفتها المنهجية المتمثلة فى تقديم تنبؤات عن ظواهر لم نلاحظها بعد ، من هنا فالفرض العلمىليس مجرد تخمين جسور أو تفسير مؤقت للظواهر فحسب ، وإنما فى اعتماده على الخيال فهو يعبر عن التجلى الحقيقى للعبقرية العلمية .
رابعا : شروط الفروض فى المنهج العلمى المعاصر :
1. يجب أن تتم صياغة الفرض بصورة تجعله قابلا للتفنيد بواسطة ملاحظات وتجارب أخرى ، ( أى نستطيع تحديد شروط تكذيب الفرض من حيث المبدأ ) . وإذا تعذر علينا إجراء ملاحظات وتجارب ، فإن الفرض لا يعتبر دقيقا من الناحية المنطقية ومن ثم لا يعتبر فرضا علميا . ولما كان الفرض بحكم تعريفه تفسيرا مؤقتا للظواهر ، من هنا فإذا ثبت نجاحه يتحول فى نهاية الأمر إلى نظرية مقبولة ، أما إذا تبين لنا إخفاقه فإننا نقوم بتعديله أو التخلى عنه بعد إخفاقه المتكرر فى اجتياز الاختبارات الصارمة .
2. إمكان اختباره بواسطة طرق ضبط تجريبية ، وإمكان تكرار تلك الاختبارات بواسطة فرق متعددة من العلماء ضمانا لسلامة وصحة تلك التجارب .
3. يحدد الفرض علاقة محددة بين متغيرين أو أكثر بحيث يمكن التحقق منها .
4. يجب أن تترتب على الأخذ به مقارنات تقبل الاختبار باستخدام المعطيات التجريبية المتاحة ، وهذا الأمر يتضمن فدرة المعطيات الى جمعناها على تكذيب الفرض .
خامسا : خصائص الفرض فى المنهج العلمى المعاصر :
1. تشير بعض الفروض الصورية إلى كيانات واقعية لا تخضع للإدراك الحسى المباشر ( الإلكترون ــــ الطاقة ) أى أنها تدل على موجودات لا تدرك بالحس مباشرة ذلك لأن الفرض لا يقوم على الملاحظة المباشرة فحسب بل على فروض وحقائق ونظريات سابقة .
مثال : الافتراض بأن للهواء الجوى ضغط ووزن هو استدلال من نظرية علمية سابقة تؤكد بأن للماء ضغط ووزن .
2. الفرض لا يتحقق تجريبيا بطرق مباشرة وإنما يتم ذلك عن طريق التحقق التجريبى المترتب على النتائج اللازمة عنه .
( لو صح الافتراض بأن للهواء ضغط ووزن فيترتب على ذلك النتيجة القائلة بارتفاع الزئبق فى عامود البارومتر إلى مستوى 76سم3 عند مستوى سطح البحر )
3. الفرض لا يفسر دائما ظاهرة مفردة وإنما يفسر عددا من القوانين العلمية السابقة أو عددا من الفروض التى تم وضعها على أساس الخبرة الحسية والملاحظة والتجربة ، فالفرض وإن كان غير قائم فى الأساس على الملاحظات والتجارب بصورة مباشرة إلا أنه يرد فى نهاية الأمر إلى الملاحظات والتجارب .
4. القابلية للتفنيد ، إذن ، بالإضافة إلى القابلية للتأييد ، هى معيار التمييز بين النظريات العلمية وغير العلمية . فنحن لا نكتفى بمعرفة أن هذه الفروض صادقة بل يجب أ، نتأكد أيضا من أنها قابلة للتفنيد ، وذلك إذا سمحت قواعد المنطق بوجود قضية أو سلسلة قضايا ملاحظة تفندها أى تكذبها . وهكذا ، فإن عبارة من قبيل ( إن المطر لا يسقط فى الواحات أبدا ) قضية تقبل التفنيد ، بينما قضية مثل ( إما أن السماء تمطر أولا تمطر فى الصحراء ) لا تقبل ذلك ، لأنها صادقة بغض النظر عن حالة الطقس وفقا لقواعد المنطق ( إمكان صدق البديلين فى قضايا الفصل )
سادسا : القواعد الاسترشادية لطرق البحث فى المنهج العلمى المعاصر :
يجب ان نشير انه لاتوجد خطوات مرتبة بطريقة صارمة في كل العلوم وانما هي خطوات وقواعد استرشادية لاتخرج عنها طرق البحث في المنهج العلمي المعاصر:-
1- وضع وصياغة الفروض لنفسير هذه الإشكالية انطلاقا من مشكلة تحتاج الي تفسير.
2- الاستدلال علي مايترتب علي هذه الفروض من نتائج وصياغتها في صورة رمزية او رياضية.  3- التحقق من تلك النتائج عن طريق الملاحظة والتجربة .
لا يستطيع العلماء اختبار كل عنصر من عناصر النظرية التى لا نهاية لها ، من هنا ففؤو ونظريات العلم تظل دائما احتمالية ولا يمكن أن توصف بأنها يقينية ، إذ يبقى دائما احتمال أن تتعارض الملاحظات أو التجارب المستقبلية مع الفرض مما يقودنا إلى تعديل الفرض أو التخلى عنه إذا تعارضت تنبؤاته مع الاختبارت والملاحظات .



سابعا : نماذج للتفسير في المنهج العلمي المعاصر:-
*نموذج كارل همبل :-
- يعد نموذج عالم المنطق والفيلسوف (كارل همبل ) اكثر النماذج تأثيرا في العلوم الطبيعية والاجتماعية وذلك لانها تكمن في تقاطع هدفي التفسير والتنبؤ وهما اهداف العلم بالإضافة الي الهدف الثالث (الوصف) حيث يميز همبل في نظريته بين نموذجين في التفسير:-
                                     1- النموذج الاستدلال العقلي .
                                     2- النموذج الاستقرائي الاحتمالي .
- فالتفسير المحكم الجيد يتم صياغته في صورة تنبؤ محدد المعالم ولكي يتم تفسير حدث ما يتعين ان
 يتم صياغته باعتباره نتيجة لحجة معينة يتم اشتقاقها من سلسلة من المقدمات والشروط .
- يتطلب هذه النموذج وجود احد القوانين العامة التي ينطوي تحتها الحدث المراد تفسيره ولايختلف الوصف الذي يقدمه "همبل" لتفسير الوقائع باختلاف تلك الوقائع فيزيقية كانت اجتماعية .
** مثال الذي يذكره همبل في التفسير يتكون من ثلاثة عناصر أساسي:-
  ا- حادثة حدثت مطلوب تفسيرها أي لماذا حدثت (البحث عن تفسير سببي ) وهي انفجار جهاز التبريد في السيارة اثناء الليل .
2- مجموعة حوادث او سوابق علي الحادثة المطلوب تفسيرها وهي في المثال :-
  ( كان الجهاز مملوءا بالماء حتي حافته – كان غطاء الجهاز محكما ) مجموعه سوابق هي أساس التفسير الجزئي .
3- القانون الفيزيائي الذي مؤداه ان حجم الماء يزداد حينما يتجمد وهو القانون الذي يربط بين موضوع التفسير وبين أساسه ( القانون يفسر الحادثة جزئيا )
4- التفسير عند همبل يقوم علي أساس سببي ومنطق التفسير يقوم عنده علي معيارين هما :-
   أ- الجمع بين النموذجين الاستدلالي الاستنباطي والنموذج الاستقرائي .
  ب- يبنغي ان يشمل أي تفسير سببي مقدمة تتضمن قانونا عاما واحدا وبذلك فان النماذج التفسيرية لاتختلف باختلاف العلوم الطبيعية او الاجتماعية .
2-نموذج وليم هوويل – كلود برناد :-
1- عمل الفيلسوف وليم هوويل علي تطوير المنهج التجريبي الاستقرائي الي المنهج الفرضي الاستنباطي حيث يري ان الفروض تأتي أولا وليس الملاحظة ثم يتم اختيارها والحكم عليها تجريبيا.
وايده في ذلك العالم كلود برناد الذي راي:-
أ‌-       ان الفكرة ( الفرض) اسبق من التجريب وهي قد تتولد من الحدس او العقل او اللاشعور او الملاحظة الامبريقية ثم يأتي دور التجربة لاختيار هذه الفكرة .
ب- يتم الاختيار عادة عن طريق استنباط نتائج جزئية تلزم عن هذا الفرض .
ج- ومن ثم يأتي دور التجريب والملاحظة فاذا جاءت النتائج متفقة مع النتائج مستنبطة من الفروض يسلم بها مؤقتا واذا لم تتفق معها يتم تعديلها او الغائها والبحث عن فروض جديدة واهم مايميز هذا المنهج انه يجمع بين الاستقراء والاستنباط في مركب واحد.


Reactions

إرسال تعليق

0 تعليقات