منطق ثالثة ثانوى الاستدلال الاستقرائى وتطبيقه فى العلوم الطبيعية

 



















الاستدلال الاستقرائى وتطبيقه فى العلوم الطبيعية

*تعريف المنطق :-

   هناك تعريفات متعدده ومتباينة للمنطق منها :-

1- هو علم الاستدلال    او

2- هو العلم الذي يهتم بدراسة المناهج والمبادئ المستخدمة في تمييز التفكير الاستدلالي الصحيح عن التفكير الاستدلالي غير الصحيح .

*معني الاستدلال :-

1- المعني الاصطلاحي :-

- يقصد بالاستدلال في مجال المنطق " تلك العملية العقلية التي نستخلص من خلالها النتائج .

- وسوف نطلق لفظ حجة علي الاستدلالات الاستنباطية والاستقرائية . 

*الاستنباط والاستقراء .. التفسير التقليدي :-

- قسم الاستدلال الي قسمين رئيسين :-

1- الاستنباط وهو : كل استدلال لاتتجاوز نتيجته ماورد في المقدمات التي تكون منها هذا الاستدلال .

ومن هنا يمكن القول كل استدلال استنباطي تجي النتيجة فيه دائما مساوية او اصغر من مقدماتها .

مثال :-                                        كل العزاب غير متزوجين

                                                        ايمن اعزب

                                                 اذن ايمن غير متزوج

- وبذلك يتخد الاستدلال في معظم الحالات طريقه من العام الي الخاص او من الكلي الي الجزئي .

2- الاستدلال الاستقرائي :- هو كل استدلال تجي النتيجة فيه اكبر من المقدمات التي ساهمت في تكوينه .

مثال :-                          الحديد يتمدد بالحرارة ( حالات خاصة )

                                 النحاس يتمدد بالحرارة

                                القصدير يتمدد بالحرارة

                           اذن كل المعادن تتمدد بالحرارة ( تعميم )

- يعتبر السير الفكري في الدليل الاستقرائي معاكسا للسير في الدليل الاستنباطي فينما يسير الدليل الاستنباطي من العام الي الخاص يسير الدليل الاستقرائي من الخاص الي العام

*ملحوظة :- يعود التفسير السابق لمفهوم الاستقراء أيضا الي الفيلسوف اليونانى ( ارسطو ) الذي قصد بالاستقراء إقامة البرهان علي قضية كلية بالاستناد الي امثلة جزئية تؤيد صدقها وأيضا الانتقال من حالات فردية الي قضية كلية ومن المعلوم الي المجهول .

- قسم ارسطو الاستقراء :-

1- الاستقراء التام ( الكامل ) :- ( التعداد التام ) وفيه نبرهن علي صدق نتيجة عامه من خلال فحص كل الحالات التي تتضمنها تلك القضيه مماجعل كثير من المناطقه يعتبرونه لونا من الوان

الاستنباط .  والاستقراء التام يكون ممكنا فقط اذا كان متاحا لفحص كل أعضاء فئة معينة .

مثال :- لنفترض اننا وجدنا ان كل قارة من القارات المعروفة تحتوي علي بحر او اكثر فقارة اسيا بها بحار وكذلك اوربا وافريقيا وامريكا الشمالية فسوف نستنج ان كل قارة تحتوي علي بجر اواكثر.

مثال2:- لنفترض انك عرفت من خلال فحص سجلات ان كل من يلتحق بجامعه القاهرة سبق وان حصل علي شهادة الثانوية العامة فاستنتج ان شهادة الثانوية العامة شرط لدخول جامعة القاهرة .

**نقد الاستقراء التام :-

أ- نلاحظ ان هذا اللون من الاستقراء بفتقد القفزة الاستقرائية المعروفة وهي الانتقال من المعلوم الي المجهول .

ب- كما ان الاستقراء بالاحصاء او التعداد التام يكاد يكون مستحيلا اذا كانت الفئة التي نتحدث عنها تشمل اعداد لامحددوة او لايمكن حصرها مثل عدد حبات الرمال .

 2- الاستقراء الناقص:- هو نوع من الاستقراء يقوم علي أساس فحص عدد محدود ( عينة ) من افراد ظاهرة معينة ينتقل منها الي التعميم علي كل الحالات المماثلة .

مثال :- لم ترتفع درجه الجرارة في القاهرة عن 30 درجة خلال شهر يناير في ال 50 عاما الماضية اذن درجة الحرارة في القاهرة لن ترتقع عن 30 درجة خلال يناير القادم .

 * مثل هذا النوع من الاستقراء يسمح لنا بالتعميم الاستقرائي والانتقال من المعلوم الي المجهول وبذلك يمكن التنبؤ بالظاهرة .

*الحجج الاستنباطية والاستقرائية بين التفسير التقليدي والمعاصر:-

يوجد نوعان مختلفان لتفسيرالحجج هما :-

1- التفسير التقليدي :- يقسم الحجج الي نوعين مختلفين:-

أ- الحجة الاستنباطية التفسير التقليدى :-

1- تشكل مقدماتها أساسا حاسما لصدق نتيجتها .

2- تكون الحجة الاستنباطية صحيحة حين تشكل مقدناتها أساسا حاسنا لصدق نتيحتها حيث ترتبط المقدمات بالنتيجة الي الحد انه يتسحيل ان تصدق المقدمات ولاتصدق النتيجة .

مثال :-               كل القطط ثدييات  ( صادقة )

                       كل النمور قططــ  ( صادقة )

                اذن  كل النمـــــور ثدييات  ( صحيحة )

مثال 2 :           

                      كل الفقراء بخلاء  (كاذبة )

                     كل التجار فقراء  ( كاذبة )

                  اذن كل الاغنيــــــاء بخلاء (غير صحيحة )

 

ملحوظة :- يرجعان الصحة والبطلان في الحجة الاستنباطية الي علاقة معينة بين المقدمات والنتيجة بصرف النظرعن الواقع الفعلي فيقال ان الحجة المنطقية انها صحيحة اذا كانت النتيجة تلزم عن المقدمات لزما ضروريا واذا لم يكن ذلك كانت باطلة أي ان صحتها او بطلانها يعتمد علي صورة الحجة وليس مادتها .

ب- الحجة الاستقرائية التفسير التقليدى :-

1- لايشكل مقدماتها أساسا حاسما لصدق نتيجتها بل يقتصرعلي إقرار انها تشكل بعض الدعم لتلك النتيجة .

2- يستحيل ان تكون صحيحة او باطلة كما هو الحال في الحجج الاستنباطية .

3- يتم تقويمها بوصفها افضل او اسوء اقوي او اضعف وفق درجة دعم مقدماتها لنتائجها أي ان كلما كانت المقدمات ترجح النتيجة اكثر زادت قوة الحجة الاستقرائية الا ان هذا الترجيح لايصل الي درجة اليقين ابدا .

مثال :-                معظم سكان القاهرة يتسخدمون الانترنت

                        معظم سكان المنوفيه يستخدمون الانترنت

                        معظم سكان المنيا يستخدمون الانترنت

               اذن من المرجع ان معظم سكان الجمهورية يستخدمون الانترنت

*ملحوظة : يمكن الحكم علي الحجج الاستقرائية بالقوة او الضعف وليس بالصحه والبطلان مثل الحجج الاستنباطية .

مثال 2 :-                            مصطفي رجل اعمال وثري

                                       سعيد رحل اعمــال وثري

                                      ممدوح رجل اعمال وثري

                             اذن من المرجــــــح ان كل رجال الاعمال اثرياء

 

ملحوظة :- 1- الصدق والكذب في الحجة الاستقرائية يتعلق أمور الواقع الفعلية فيقال ان الحجة صادقة اذا جاءت مطابقة للواقع الفعلي ويقال انها صادقة اذا كانت مقدماتها تستلزم نتيجتها بالفعل .واذا لم يكن الامر كذلك كانت كاذبة .

2- ان التمييز التقليدي بين الحجج الاستنباطية والحجج الاستقرائية يستند القول بان ننتقل في الححج الاستنباطية من العام الي الخاص او من الكلي الي الجزئي وفي الحجج الاستقرائية تننقل من الخاص او الجزئي الي العام او الكلي .

*التفسير المعاصر :-

أ- الحجة الاستنباطية التفسير المعاصر :-

 قد تكون للحجة الاستنباطية الصحيحة مقدمات كلية ونتيجة كلية .

مثال :-       كل حيوان فـان

              كل انسان حيوان

          اذن كل انسان فــــــان

2- قد تكون مقدمات الحجة الاستنباطية ونتيجتها قضايا خاصة .

مثال :- علي حجة استنباطية احد مقدماتها كلية ونتيجتها جزئية

                                كل شاعر مرهـف الحس

                                صلاح عبد الصبور شاعر

                              اذن صلاح عبدالصبور مرهف الحس         

ب- الحجة الاستقرائية التفسير المعاصر :-

- قد تكون مقدمات الحجة الاستقرائية ونتيجتها قضايا كلية .

مثال :-            كل الابقار ثدييات ولها رئات

                    كل الحيتان ثدييات ولها رئات

                    كل البشر ثدييات ولها رئات

                 اذن من المرجح ان لكل الثدييات رئات

2- قد تكون نتيجة الحجة الاستقرائية قضية خاصة .

مثال:-             كان طه حسين فيلسوفا كما كان اديبا

                    كان العقاد فيلسوفا كما كان اديبا

                       احمد لطفي السيد اديب

                 لذا يحتمل ان يكون احمد لطفي السيد فيلسوفا اديبا

 

*في ضوء ماسبق نجد ان الفرق الأساسي بين هذين النوعين من الحجج هو العلاقات القائمة بين المقدمات والنتائج :-

1- ففي الحجة الاستنباطية من حيث العلاقات القائمة بين المقدمات والنتائج :-

- نزعم قيام علاقة صارمة بين المقدمات والنتيجة

مثال:-             اذا صدق ان كل انسان فان

                    وصدق ان سقراط انسان

               فمن المحتم ان يكوم سقراط فانيا

ومن هنا يتضح اذا كانت الحجة الاستنباطية صحيحة ومقدماتها صادقة فمن المحتم انت تكون نتيجتها صادقة بصرف النظر عن أي شيء اخر يصدق في العالم .

2- اما في الحجة الاستقرائية من حيث العلاقات القائمة بين المقدمات والنتائج :-

نجد ان علاقة المقدمات بالنتيجة لافضل الحجج الحجج الاستقرائية اقل دقة واحكاما حيث تختلف كثيرا من حيث النوع :-

مثال :-            معظم محامي الشركات الكبرى اكفاء

                   مجدي محامي لاحدي الشركات الكبرى

                     لذا يحتمل ان يكون مجدي كفئا

ومن هنا يتضح هذه حجة استقرائية جيدة تماما سنفترض ان مقدمتها الاولي صادقة واذا صدقت مقدمتها الثانية فان صدق نتيجتها ارجح من بطلانها ولكن إضافة مقدمات جديدة قد ينتج حجة اضعف او اقوي بكثير.

ومن هنا يمكن القول :-

ان الحجة الاستنباطية حجة تلزم عن مقدماتها وفق ضرورة مطلقة حيث لاتكون هذه الضرورة مسألة درجة ولا ترتبط باي طريقة بصدق أي قضية اخري في المقابل .

اما الحجة الاستقرائية حجة نتيجتها تلزم عن مقدماتها بشكل احتمالي حيث الاحتمال هنا مسألة درجة ترتبط بصدق قضاايا اخري .

 

*المماثلة الاستقرائية الاحتمالية (الحجة بالمماثلة ) :-

1- مفهوم المماثلة الاستقرائية :-

- تعني التشابه او التناظر بين امرين او اكثر والهدف منها هو محاولة شرح او بيان امر غير مألوف بالإشارة الي بعض السمات التي يشارك فيها هذا الشئ شيئا اخرا علي الفه به .

- فهي حجة استقرائية تستخدم فيها تماثلا بين شيئين لاستنتاج ان الشيئين يتماثلان في جوانب اخري غير تلك التي نعرفها .

مثال :- اذا لم تكن تذوقت ابدا طعاما معينا لنقل سمك السالمون واردت ان ابين لك مذاق هذا النوع من السمك فانني أقول لك ان مذاقه يشبه الي حد بعيد مذاق سمك البوري الذي سبق تناولة مرات عديدة .

2- طرق اختبار حجج المماثلة الاستقرائية :-

- عند تقييم هذا النوع من الحجج يتعين علينا تحديد قوة العلاقة بين العناصرالمتماثلة اذا كلما زادت قوة الممااثلة بين عدة عناصر مشتركة  بين شئين زاد احتمال صدق النتيجة وكلما زاد صدق النتيجة زادت قوة الحجة لذا عند اختبار هذا النوع من الحجج يجب مراعاة العناصر الاتية :-

أ- عدد الحالات التي يمكن مقارنتها :-

- أي كلما زاد عدد الحالات التي يمكن مقارنتها أصبحت الحجة اكثر قوة .

- يجب زيادة حجم العينة حتي يزداد درجة تمثيلها .

ب- الحالات المتشابهة ذات الصلة :-

- كلما زدات الحالات المتماثلة زادت قوة الحجة عقليا ومن ثم زاد احتمال صدق نتيجتها .

ج- عدد الحالات المختلفة ذات الصلة :-

- قد تختلف بعض الأشياء التي نقارن بينها في عناصر عدية وقد تؤدي بعض العناصر المختلفة الي زيادة قوة الحجة بينما يؤدي بعضها الي اضعافها حتي ابطالها تماما .

مثال 1:- نفترض انني اعرف أشخاصا اخرين مختلفين :-

- اكدوا ان نوع من السيارات وفقا لخبراتهم الطويلة قليلة الأعطال .

- ذكروا انهم يفحصون سياراتهم عند وكالات مختلفة وانهم يحصلون علي سعر منخفض لقطع الغيار

*سوف تزيد هذه الشهادات من قوة الحجة وبالتالي يمكن القول ان بعض العناصر المختلفة تؤدي الي زيادة قوة الحجة .

مثال 2:- لنفترض اني اقود سيارتي بنفسي طوال الوقت ولا اسمح لاخرين بقيادتها .

- اما صديقي الذي قدم له النصيحة سوف يتبادل قيادة السيارة مع ثلاثة اخوة له وانهم جميعا سيستقلون السيارة يوميا الي العمل .

*فان هذه الاختلافات ستغير من قوة الحجة لان صديقي يحتاح الي سيارة اخري قوية ذات مواصفات خاصة وبالتالي يمكن القول قد تؤدي أوجه الاختلاف الي اضعاف الحجة .

 

*دور الاستدلال الاستقرائي في بناء العلم واختراع التكنولوجيا:-

1- يقدم الاستقراء التمثيلي استبصارات مهمة ليس للافراد العاديين وانما للعلماء أيضا عند بحثهم عن حلول لمشكلاتهم.

2- ما يميز العالم او الفنان المبدع انه قد يتناول حقيقتين منفصلتين ويكتشف ما بينهما من تماثل لم يلاحظه احد غيره من قبل ثم يتوصل من خلال هذه المماثلة الي مفهوم جديد .

مثال 1 : ارخميدس والتاج وقانون الازاحة .

مثال 2 : من الامثلة الحديثة محاولة العلماء فهم ترتيب وضع الشحنة السالبة والشحنة الموجبة فى الذرة وكيف أن هذا الترتيب لا يؤدى إلى تناثر الذرة وتحطمها . اقترح الفيزيائى رزر فورد ومن بعده الفيزيائى نيلز بور فرضا مؤداه أن الذرة تماثل النظام الشمسى آى تعمل كما لو كانت نظاما شمسيا مصغرا فكما أن الشمس تقع فى مركز النظام الشمسى ، فالشحنات الموجبة تقع ايضا فى مركز الذرة وكما أن الكواكب تدور حول الشمس ، فإن الإلكترونيات تدور حول مركز الذرة حاملة معها الشحنات السالبة .

مثال :- لاحظ العالم الأمريكي "فرانكلين " بعض أوجه التشابه بين الومضات الكهربائية ووبين ظاهرة البرق وهنا اعتبر بأن البرق هو احد اشكال الكهرباء ما هو الا فرضا علميا وطفق يتحقق منه حتي انتهي ان البرق بالفعل هو شكل من اشكال الكهرباء .

3- كما للمماثلة الاستقرائية أهميتها بالنسبة لحياتنا اليومية .

مثال :- افترض انك ذهبت للمكتبة للقراءة بعض قصائد الشعر وصادقت هناك ديوانا للشاعر احمد شوقي ولقد استمتعت بها فيمكن ان صياغة الحجة علي النحو التالي :-

                  لقد سبق لي ان قرأت عدة قصائد للشاعر احمد شوقي واستمتعت بها جيدا

                                   هذا الديوان للشاعر احمد شوقي

                                   قصائد هذا الديوان ستكون ممتعة

                                اذن يجب ان استعير هذا الديوان

 

*الاستقراء والمنهج العلمي في العصر الحديث :-

- المعني اللغوي للمنهج هو الطريق الواضح يقال نهجت طريق فلان أي اتبعت طريقه .

- المعني الاصطلاحي للمنهج: طريقة محددة  في التفكير وثيقة الصلة بالموضوع

 

الذي نفكر فيه .

- للعلم معنيان هما :

المعني الأول :- المعرفة المنهجية المنظمة التي نستخدمها بغرض فهم الظواهر

 

وتفسيرها وهو وصف ينطبق علي كثير من المعارف الإنسانية المختلفة بدءا من

 

الفيزياء والكمياء والفلك والتاريخ .

المعني الثاني :- طريقة محددة في السعي نحو الوصول علي المعرفة المنظمة ولكن

 

باتباع قواعد المنهج التجريبي الذي يعتمد في الأساس علي الملاحظات والتجارب

 

والفروض ويتميز بخصائص متعدةة اهما الموضوعية وإمكان اختيار القضايا وتكرار

 

النتائج اذا اما اتبعنا نفس الشروط والتنبؤ بالظواهر ثم السيطرة عليها والتحكم فيها .

- يعد الفيلسوف بيكون احد اهم رواد المنهج العلمي الحديث حيث ادرك الحاجة الي منهج جديد للكشف واختراع يحل محل ( اورجانون ) ارسطو القديم حيث رفع بيكون شعار " المعرفة قوة " ولقد قدم بيكون رؤيته لهذ الاورجانون الجديد من خلال التمييز في منهحه بين :-

أ- الجانب النقدي :-

1- لقد انتقد طرق التفكير القديمة القائمة علي القياس الارسطي .

2- تحدث عن أنواع الأخطاء التي يتعرض لها الانسان واطلق عليها اسم الأوهام وحصر هذه الأوهام الأربعة هي :-

ا- أوهام الجنس البشري ( القبيلة ) :-

1- تعد هذه الأخطاء ظاهرة بشرية أي خاصة بالجنس او النوع الإنساني كله ومتأصلة في تركيب العقل البشري مثل :- التسرع في الحكم والتوصل الي الاحكام العامة دون أساس متين .

ب- أوهام الكهف :-

1- تنشأ من التكوين الخاص من الناحية البدنية والذهنية كما تنشأ عن أساليب التربية .

2- تمثل نقاط الضعف البشرية في كل شخص .

3- لكل منا كهف يعيش في داخله فهناك بعض العقول تتجه الي الاعجاب الشيدي بكل ما هو قديم واخري تتجه للولع بكل جديد .

ج- أوهام السوق :-

1- تلك الأخطاء التي يقع فيها المرء نتيجة الاستخدام الخاطئ للغة .

2- فالناس يلتقون في المقاهي والأسواق التجارية يتحادثون بلغة مشتركة بعيدة عن الضبط المنطقي وبالتالي تفقد الالفاظ دلالتها الحقيقية .

3- أصاب الفلسفة والعلوم بالسفسطة والجمود ويري بيكون ان هذا النوع  هو اكثر الأوهام اثارة المتاعب .

د- أوهام المسرح :-

1- هذه الأخطاء ليست فطرية ولكنها تنشأ عن طريق التأثر بنظريات القدماء وتقديس مافيها جون نقد .

2- فالناس في كل زمان يقعون تحت تأثير اراء المشاهير دون ان يتطرق الي اذهانهم الشك في صحتها .

2- الجانب الإيجابي :-

1- الملاحظة وجمع المعلومات .

ترتيب المعلومات في ثلا ث قوائم :-

أ- قائمة الحضور :- وتوضع فيها الظواهر التي تشارك في صفة ما .

ب- قائمة الغياب :- توضع فيها الظواهر التي تفتير الي هذه الصفة .

ج- قائمة التفاوت في الدرجة :- توضع فيها الظواهر التي تمتلك هذه الصفة بدرجة متفاوته واطلق

عليها قائمة التدرج .

3- تحليل البيانات الواردة بالقوائم .

4- تفسير الظاهرة ( القانون )

*تعقيب علي منهج بيكون

1-  ان منهج بيكون اغفل خطوة فرض الفروض رغم أهمية الفورض كمرحلة أساسية ف الوصول الي القانون الذي هو مجموعة من الفروض التي تأكدنا من صحتها بدرجة عالية من الاحتمالية .

2- لقد راي بيكون ان اهم وسيلة للكشف هو منهج الاستقراء الذي يقودنا الي من الوقائع الجزئية الي التعميمات الجزئية .

3- اذا لايكفي للبرهنة علي صحة التعميم ان يأتي مؤيدا بحالات متعددة لان حالة سلبية معارضة واحدة تكفي لنقض التعميم ( طريقة الاستبعاد ) عند  بيكون .

*مراحل المنهج الاستقرائي التجريبي :-

 يمر المنهج الاستقرائي التقليدي بثلاث مراحل للوصول الي التفسير الصحيح للظواهر علي النحو التالي :-

1- المرحلة الاولي :-

أ- الملاحـظة :-

- هي المشاهدة الدقيقة لظاهرة معينة يوجه فيها الباحث حواسه او ادواته نحو فحص جزيئات الظواهر المدروسة للكشف عن صفاتها وخواصها ومن هنا تعد تدخلا إيجابيا من جانب العقل لادارك الصلات بين الظواهر التي تعجز العمليات الحسية المجردة عن ادراكها .

ب- التجربة :-

- هي التدخل في مجري الظواهر الطبيعية عبرالقيام باجراءات مصطنعة علي جزيئات الظاهرة بحيث تصبح هذه الجزيئات في وضع يخالف الظروف التي يصعب تحقيقها انا بتحويل الترطيب الخاص بها او تعديل الظروف حتي يتم الكشف عن القوانين .

- فهي عبارة ملاحظة مستثارة لان الباحث في الملاحظة يراقب ويسجل حالتها من غير ان يحدث تغييرا لكنه في التجربة يلاحظ الظاهرة التي يدرسها بهدف تفسير الظاهرة .

- أغراض التجربة:-

للتجربة أغراض تتمثل في :-

1- التدخل في الظواهر للكشف عن فرض معين .

2- التحقق من صدق فرض معين أي القيام بمحاولة لتأييد امر موضع شك .

3- القيام بعملية لكشف نتيحة غير معروفة .

_انواع التجربة :-

1- التجربة المرتجلة :- وهي تجربة أولية لرؤية مايترتب علي اجرائها من اثار وتعتبر اولي المراحل في المنهج التجريبي ويلجا اليها الباحث اذا كان يجهل خواص الأشياء التي يدرسها لكي يعثر علي احد الفروض .

2- التجربة السلبية ( الغير مباشرة ) :- الباحث لايتدخل في هذا اللون من التجارب في طريقة

تركيب الظواهر وانما تقوم الطبيعة مقاجة حيث لايتدخل عبر أي اجراء لكنه يقوم بمتابعة التغييرات التي احدثتها الطبيعة بالتجربة .

3- التجربة العلمية :- تدخل الباحث تجريبيا في المرحلة الأخيرة من المنهج الاستقرائي عندما يريد التحقق من صدق الفروض التي يضعها وفقا لما تؤدي اليه الملاحظة او التجربو المرتجلة .

- شروط اجراء التجربة :-

1- تحري الحياد والموضوعية وعدم اقحام الآراء الشخصية علي الملاحظات والتجارب .

2- اليقظة والانتباه لكل ماهو متوقع .

3- مراعاة القواعد الأخلاقية ومن أهمها عدم الحاق الضرر بالموضوعات الملاحظة والتجربة – الحصول علي الموافقات القانونية عند اجرائها .

2- المرحلة التانية :- ( الفرض العلمي ) :-

- لاقيمة لملاحظة الظواهر واجراء التجارب عليها الااذا اقترنت بمحاولة الكشف عن العلاقات التي تربط بينها حتي يتسير لنا وضع قانون يفسرها ( وضع الفرض ) .

- يمكن تعريف الفرض العلمي :- تفسير مؤقت او اقتراح يحل ممكن لمشكلة البحث وتلعب عملية تحديد الفروض دورا محوريا في البناء النظري باستخدام المنهج الاستقرائي .

- ومن أهمية الفروض واهميتها العلمية والمنهجية :-

1-الكشف عن العلاقات القائمة بين الظواهر تحدد شكل ومضمون القوانين .

2- تضيق الهوة التي تفصل بين الأمثلة الجزئية وبين القانون العام .

3- الفرض متي تاكد صدقه يصبح قانون .

4- اذا ثبت بطلانه فنعدل عنه الي فروض اخري حتي نصل الي فرض صادق ينجح في تفسير الظاهرة .

*ملحوظة :- اذا كان من الممكن تدريب الباحثين علي كيفية اجراء التجارب فان عملية وضع الفروض يصعب تعليمها هي تعود لقدرة الباحث علي التخيل وثقافته الواسعة .

- شروط وضع الفرض العلمي :-

1- يعتمد علي الملاحظات والتجارب لان الحقائق الخارجية هي المعيار الواقعي الذي يحول بينا وبين الخطأ .

2- يخلو الفرض من التناقض .

3- لايتعارض مع حقائق العلم المثبته الا اذا كان لدي الباحث ادلة تجريبية جديدة واضحة .

4- يتعلق الفرض بوقائع وظواهر محسوسة مشاهدة حتي يتسني لنا اختبارها والتحقق من صدقها .

*المرحلة الثالثة :- ( التحقق من صدق الفروض ) :-

1- بعد عملية اقتراح ووضع الفروض العلمية تأتي عملية نقد وتقييم وتحقيق الفروض عبر طرق اختيار تجريبية محددة للتاكد من صدقها .

2- تستند عملية التحقق من صدق الفروض علي ضرورة التسليم بفكرة العلة والمعلول .

3- فلكي نمارس أي درجة من درجات التحكم في أي ظاهرة لابد ان نسلم بهذا المبدأ .

مثال :- الأطباء يستطيعون معالجة مرض معين اذا عرفوا سبب ذلك المرض .

- حين نتحدث عن معني السببية لابد ان نميز بين مايسمي :-

1- الشرط الضروري :-

هو ظرف لايمكن ان يقع الحدث الا في حضوره .

امثله :- 1- حصولك علي شهادة الثانوية العامة ضروري لدخولك الجامعات المصرية .

2- الشرط الكافي :-

تستخدمة كلمة علة لتشير الي الشرط الضروري وأيضا الي الشرط الكافي في بعض الأحيان .

فالعلاقة العلية ليست علاقة منطقية خالصة او علاقة استنباطية لأننا لا نستطيع كشفها باستدلالات منطقية ولكن الارتباطات العلية لا يمكن اكتشافها الابطرق تجريبية .

مثال :- حصولك علي الثانوية العامة شرط ضروري لدخولك الجامعة ولكنه ليس شرطا كافيا  اذ لابد ان تحصل علي مجموع معين .

**طرق جون ستيوارت مل :-

- قدم مل خمس طرق لاختيار صدق الفروض كي يتلافي عيوب بيكون في التوصل الي أسباب الظواهر :-

1- طريقة الاتفاق :-

- تقوم هذه الطريقة علي الاعتقاد في تلازم العلة والمعلول بمعني متي وجدت العلة .

" اذا اشتركت حالتان او اكثر من حالات الظاهرة التي نبحثها في ظرف واحد فان الظرف المشترك يكون علة الظاهرة او معلولها . "

- الباحث يدرس اكثر من حالة من الحالات التي تقع فيها الظاهرة ثم يقوم بتحليل ظروف كل حالة مستقلة عن الحالات الأخرى .

- علي الرغم من أهمية هذه الطريقة فان لها بعض العيوب اذا من الممكن ان نحدد سببا معينا لوقوع ظاهرة معينة لانه الوحيد المشترك في حدود معرفتنا .

مثال :- نفترض ان اسرة مكونة 5 افراد تناولوا وجبة عشاء في مطعم ثم بعد عودتهم أصيبوا بتسمم نريد ان نحدد سبب المرض فنقوم بمعرفة أنواع الطعام التي تناولوها كما في الجدول الاتي :-

* من الواضح ان الشئ المشترك الذي تناولوه هو العصير وفقا لهذه الطريقة من المرجح ان يكون سبب حدوث المرض .

2- طريقة الاختلاف :-

- لما كان التلازم في الحضور وفق طريقة الاتفاق ليس دليلا قاطعا علي سبب وقوع الظاهرة لاحتمال وجود ظاهرة اخري خافية علينا فقد وضع مل طريقة الاختلاف أي التلازم في الغياب أي

انها الوجه السلبي للحضور فكلما غابت العلة غاب المعلول .

" اذا وجدت حالة تحدث فيها الظاهرة المبحوثة واخري لاتحدث فيها وكانت الحالتان تتفق في كل الظروف باستثناء ظرف واحد كان الظرف الذي تختلف فيه الحالتان هو علة الظاهرة او معلولا لها"

مثال :- في المثال السابق نفترض ان أسامة كان من الاسرة التي تناولت العشاء وتناول كل الأطعمة ماعدا العصير ولم يصب باي مرض فاننا نستنتج ان العصير هو سبب إصابة الاخرين بالمرض.

3- طريقة الجمع بين الاتفاق والاختلاف :-

- هي جمع للطريقيتن السابقيتن في البحث نفسه أي ان وجود علة يستلزم وجود معلولها وغياب العلة يستلزم غياب معلولها .

مثال :- يستطيع الباحث ان يجمع الحالات التسمم من خلال الجمع بين طريقتي الاختلاف والاتفاق

4- طريقة التلازم في التغير :-

- يقصد بها كلما تغيرت العلة تغير معها معلولها بطريقة طردية فاذا تغيرت ظاهرة علي أي نحو وجاء ذلك التغير مصاحبا لتغير في ظاهرة اخري فان احداهما يكون علة للاخري او معلولا لها او مرتبطا بها ارتباطا عليا ( أي ان أي تغير يحدث في العلة لابد وان يحدث تغير يقابله في المعلول )

"كلما تغيرت ظاهرة علي نحو ما صاحبها تغير في ظاهرة اخري علي نفس النحو فاننا نقرر ان الظاهرة الاولي تكون علة الظاهرة الثانية او معلولا لها او ترتبط بها علي نحو على"

- تستخدم هذه الطريقة علي نظاق واسع في عدة مجالات فنحن نلاحظ ان تزيد مبيعات التاجر ان كثرة اعلاناته .

5- طريقة البواقي :-

- اذا اكتشف الباحث علتين لمعلولين مختلفين وعلم بان علة معينة من العلتين هي علة لمعلول معين من المعلولين فيستدل انه من المرجح ان تكون العلة الباقية هي علة المعلول الباقي .

" اذا كان لدينا حالتان مركبتان وتمكنا من تحديد ان جميع علل الحالة المركبة الاولي ماعدا علة واحدة وانها تشكل معلولات للحالة التانية عدا معلولا واحدا فمن المرجح ان تكون العلة المتبقية في الحالة الاولي هي علة المعلول المتبقي من الحالة المركبة الثانية "

- لقد اهتدي العالم الفرنسي " ليفرييه" بهذه الطريقة الي اكتشاف كوكب نبتون حينما وجد انحرافا في مدار كوكب اورانوس ونسب هذا الانحراف الي وجود كوكب اخر قريب منه

*مثال تطبيقي علي مراحل الاستقراء التقليدي :-

  يضرب لنا  عالم الفسيولوجيا ( كلود برنار ) في كتابه الطب التجريبي مثالا يوضح معني الملاحظات والتجارب والفروض العلمية :-

- ذات يوم احضرت ارانب من السوق وحين وضعتها علي منضدة المختبر تبولت فلاحظت بالصدفة ان بولها صاف وحمضي وسبب الملاحظة ان بول الارانب يكون عادة مكدر اللون وغير حمضي باعتبار انها حيوانات تاكل الأعشاب في حين ان بول الحيوانات التي تأكل اللحوم يكون كم

هو معلوم صافيا وحمضيا .

- وقد فادتني ملاحظتي للحموضة في بول الارانب الي تصور ان هذه الحيوانات قد اخضعت لنظام غذائي يناسب الحيوانات اكلة اللحوم .

- فافترضت انه من الأرجح انها لم تذوق الطعام منذ فترة طويلة وانها تحولت بفعل الإمساك الطويل عن الاكل الي حيوانات لاحمة تقتات من لحمها لكي تعيش .

- فقدمت طعاما من العشب الي الارانب وبعد بضع ساعات لاحظت ان بولها اخد يتكدر واصبح غير حمضي ثم اخضعت نفس الارانب للامساك عن الطعام وبعد مرور 24 ساعة استحال بول الارانب مرة اخري الي الصفاء والحموضة الشديدة ثم تحول من جديد الي بول مضطرب اللون وغير حمضي حين قدمت عشبا .

- كررت هذه التجربة البسيطة عدة مرات فكنت احصل دوما علي نفس النتيجة وكررت هذه التجربة علي الخيول وهي كذلك حيوانات عاشبة بولها مكدر اللون وغير حمضي فاكتشفت ان امساكها عن الطعام ينتج حموضة مفاجئة في بولها .

- هكذا خلصت علي اثر تجاربي الي هذه القضية العامة ان كل الحيوانات تتغذي باللحم عند امساكها عن الطعام بحيث يصبح بول الحيوانات العاشبة مشابها لبول الحيوانات التي تتغذي علي اللحوم 

  

Reactions

إرسال تعليق

0 تعليقات