شرح أخلاقيات الأبحاث المتعلقة بالوراثة البشرية و المضامين الأخلاقية للتحرى الوراثى

 

شرح أخلاقيات الأبحاث المتعلقة بالوراثة البشرية و المضامين الأخلاقية للتحرى الوراثى 

سابعا أخلاقيات الأبحاث المتعلقة بالوراثة البشرية

إن إجراء الأبحاث المتعلقة بالوراثة البشرية وتطبيقها يتطلب ما يسمى بالموافقة المستنيرة

فالموافقة المستنيرة مصطلح يصف التزام الأطباء أو الباحثين بالسماح للمرضى بأن يكونوا مساهمين نشطين فيما يتعلق بالرعاية التى يتلقونها أو المشاركة فى الأبحاث

وتذكر أدبيات الأخلاقيات الحيوية خمسة عناصر فى تحليلها للموافقة المستنيرة

عناصر الموافقة المستنيرة

الافصاح هو إخبار المريض المشارك بالمعلومات ذات الصلة بالبحث من قبل الطبيب أو الباحث

الفهم هو وعى المريض وإدراكه للمعلومات التى حصل عليها

توضيح الافصاح والفهم

هما من المتطلبات الضرورية لصحة الموافقة، ويحققان التالى

يشجع مشاركة المريض المستنيرة والفعالة فى القرارات المتعلقة بالرعاية الصحية

ويشجع على إقامة علاقة مستمرة تسودها الثقة بين المريض وطبيبه المعالج

الأهلية

هى القدرة على فهم المعلومات المتعلقة بقرار ما، وعلى ادراك العواقب المعقولة المتوقعة لاتخاذ هذا القرار أو عدم اتخاذه

توضيح الأهلية

يكون الشخص قادرا على اتخاذ قراره بشأن محل سكنه، على سبيل المثال، لكنه غير قادر على اتخاذ قراره فيما يتعلق بتناول دواء أو المشاركة فى بحث طبى

فالمبدأ الأخلاقى القائل بعدم إلحاق الأذى يوجب على الطبيب حماية الأشخاص غير المؤهلين من اتخاذ القرارات التى من شأنها أن تعرضهم للأذى، أو تلك التى لم يكونوا ليتخذوها لو كانوا مؤهلين بدرجة كافية

رابع نقطة الطوعية

تشير إلى حق المريض فى اتخاذ القرارت المتعلقة بعلاجه أو مشاركته فى الأبحاث الجينية دون أن يتعرض لأية تأثيرات أو ضغوط داخلية أو خارجية من أى نوع

توضيح الطوعية

الضغوط الخارجية تشمل قدرة الآخرين على فرض إرادتهم على المريض بالقوة، أو بالإكراه، أو التلاعب

ومن المهم هنا التأكيد على أن مطلب الطوعية لا يعنى ضمنا أنه يتوجب على الطبيب الامتناع عن إقناع المريض بقبول النصيحة

وتنبع أهمية الطوعية من كونها متطلبا أخلاقيا لصحة القرار بالموافقة

وتستمد جذورها من العديد من المفاهيم الأخلاقية ذات الصلة، مثل الحرية، والاستقلالية، والقدرة على اتخاذ القرارات الشخصية

خامس نقطة الموافقة

وتعنى قبول المريض المفحوص للمشاركة فى الأبحاث بناء على اقتناعه بأهمية دوره

ثامنا المضامين الأخلاقية للتحرى الوراثى

إن تقنيات التدخل الوراثى مثل الهندسة الوراثية، والمعالجة الجينية البشرية، والتحرى الوراثى، تثير العديد من التساؤلات الأخلاقية وفيما يتعلق بالتحرى الوراثى فإنه يتضمن العديد من العواقب من وجهة النظر الأخلاقية ومن هذه العواقب

رقم واحد التمييز على أسس جينية

فالأشخاص المصابون بشذوذات جينية رغم أنها قد لا تظهر جميعها فى صورة خلل وظيفى أو مرض قد يمنع عنهم التأمين على الحياة، والتأمين الصحى، أو الحصول على التعليم أو الوظائف المناسبة

رقم اثنين التفرقة فى المعاملة

يحرص أرباب العمل على تعيين فقط أولئك الأشخاص الذين تظهر جيناتهم أنهم مقاومون للمخاطر الصحية المرتبطة بمواقع عملهم وهو ما يعد بالنسبة لهم خيارا أرخص من جعل بيئة العمل أكثر أمنا للجميع

رقم ثلاثة اليوجينيا

قد يتم تطبيق ضغوط اجتماعية أو سياسية على الأفراد لاتخاذ قرارات إنجابية على أساس المعطيات الوراثية، فالتزاوج بين من يمتلكون الجينات المرغوبة سيتم تشجيعه، بينما قد يتم تقليل التزاوج بين فردين يمتلكان صفات وراثية متنحية خطيرة، كما أن النسوة الحوامل بأطفال بهم شذوذ جينى قد يشجعهن أو يكرهن على الإجهاض

رقم اربعة الحتمية الجينية

وهى الاعتقاد بأن الخصائص السلوكية والشخصية، مثل الذكاء أو السلوك الإجرامى، تنتج فى معظمها عن بنية الفرد الجينية، وبالتالى فهى تطبق توجها قدريا على الصحة والمرض ومن الممكن أن يستخدم ذلك الأسلوب لتبرير التعصب، وللاستمرار فى ممارسة أوجه الظلم على أسس عرقية أو إثنية، وبالتالى قد يتم خلق طبقة اجتماعية من المنحطين جينيا

تاسعا موقف علماء الدين من قضية الاستنساخ

رقم واحد أما فيما يتعلق بتطبيق الاستنساخ على الحيوان فهو مباح حيث لا توجد ضوابط أخلاقية فى مجال الانجاب بين الحيوانات كما عند الإنسان كما أن تطبيقه فى النبات أيضا لا قيود عليه إلا عليه إلا إذا كان الاستنساخ يضر بالحيوان أو النبات بغير فائدة

رقم اثنين استنساخ الإنسان

بعد نجاح التجربة مع النعجة دوللى، وتم إنتاج نسخة طبق الأصل من إحدى خلاياها بدأ الحديث حول إمكانية عمل ذلك على البشر

كما آثار الإعلان عن ولادة أول طفلة أمريكية مستنسخة فى العالم جدلا فقهيا ودينيا واسعا بين علماء الدين ففى حين رفض غالبية علماء الدين تطبيق الاستنساخ على الإنسان ذلك لأنه يتسم عن باقى المخلوقات بأخلاقيات ومشاعر وأحاسيس يحددها تشريع ثابت يدعو إلى ضرورة وجود رباط أسرى، فلا يمكن للوليد أن يستغنى عن أمه وحنانها ولا عن أبيه ورعايته، فى حين أجاز بعض العلماء تطبيقه على البشر ولكن بشروط